سامي عون - المكتب الفني - مديرية الشباب و الرياضة بكفر الشيخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سامي عون - المكتب الفني - مديرية الشباب و الرياضة بكفر الشيخ

منتدي لتبادل العلم و المعرفه
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 حديث قدسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sam
Admin
Admin
sam


عدد الرسائل : 215
تاريخ التسجيل : 09/05/2008

حديث قدسي Empty
مُساهمةموضوع: حديث قدسي   حديث قدسي Empty28/5/2008, 5:48 am

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا
الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار )
.


تخريج الحديث


الحديث أخرجه البخاري و مسلم .


معاني المفردات


السب : الشتم أو
التقبيح والذم .


الدهر : الوقت
والزمان .


يؤذيني : أي ينسب
إليَّ ما لا يليق بي .


وأنا الدَّهر : أنا
ملك الدهر ومصرفه ومقلبه .


ألفاظ للحديث


جاء الحديث بألفاظ
مختلفة منها رواية مسلم : ( قال الله
عز وجل : يؤذيني ابن آدم يقول : يا خيبة الدهر ، فلا يقولن أحدكم : يا خيبة الدهر ،
فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما )
.
ومنها رواية
للإمام أحمد : ( لا تسبوا الدهر فإن
الله عز وجل قال : أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد
ملوك )
وصححه الألباني .


معنى الحديث


أقسم الله تعالى
بالعصر والزمان لعظمته وأهميته ، فهو ظرف العمل ووعاؤه ، وهو سبب الربح والخسارة في
الدنيا والآخرة ، وهو الحياة ، فما الحياة إلا هذه الدقائق والثواني التي نعيشها
لحظة بلحظة ، ولهذا امتن الله به على عباده فقال: {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو
أراد شكورا
}(الفرقان 62)
فمن فاته عمل الليل قضاه بالنهار ،
ومن فاته عمل النهار قضاه بالليل .


وكان أهل الجاهلية
إذا أصابتهم مصيبة ، أو حُرِموا غرضاً معيناً أخذوا يسبون الدهر ويلعنون الزمان ،
فيقول أحدهم : " قبح الله الدهر الذي شتت شملنا " ، و" لعن الله الزمان الذي جرى
فيه كذا وكذا " ، وما أشبه ذلك من عبارات التقبيح والشتم ، فجاء هذا الحديث لرد ما
يقوله أهل الجاهلية ومن شابههم وسلك مسلكهم ، فبيَّن أن ابن آدم حين يسب الدّهر
والزمان ، فإنما يسب - في الحقيقة - الذي فعل هذه الأمور وقدَّرها ، حتى وإن أضاف
الفعل إلى الدهر ، فإن الدَّهر لا فعل له ، وإنما الفاعل هو ربُّ الدهر المعطي
المانع ، الخافض الرافع ، المعز المذل ، وأما الدهر فليس له من الأمر شيء ، فمسبتهم
للدهر هي مسبة لله عز وجل ، ولهذا كانت مؤذية للرب جل جلاله .


ومَثَلُ من يفعل ذلك
كرجل قضى عليه قاض بحق أو أفتاه مفت بحق ، فجعل يقول : " لعن الله من قضى بهذا أو
أفتى بهذا " ، ويكون ذلك من قضاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وفتياه فيقع السبُّ
عليه في الحقيقة ، وان كان السابُّ لجهله أضاف الأمر إلى المبلِّغ ، مع أن المبلِّغ
هنا ناقل للحكم ، فكيف بالدهر والزمان الذي هو مجرد وعاء ، وطرف محايد لا له ولا
عليه ، والله تعالى هو الذي يقلبه ويصرفه كيف يشاء .


إذاً فالإنسان
بسبِّه للدهر يرتكب جملة من المفاسد ، منها أنه سبَّ من ليس أهلاً للسب ، فإن الدهر
خلق مسخَّر من خلق الله ، منقاد لأمره متذلل لتسخيره ، فسابُّه أولى بالذم والسب
منه .


ومنها أن سبه قد
يتضمن الإشراك بالله جل وعلا ، إذا اعتقد أن الدّهر يضر وينفع ، وأنه ظالم حين ضر
من لا يستحق الضر ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحرم من ليس أهلاً للحرمان ، وكثيراً
ما جرى هذا المعنى في كلام الشعراء القدماء والمعاصرين ، كقول بعضهم :


يا دهر ويحك ما أبقيت لي
أحدا وأنت والد سوء تأكل الولدا

وقول المتنبي
:
قبحا لوجـهك يـا زمان
كـأنه وجه له من كل قبح برقع

وقال آخر
:
إن تبتلى بلئام الناس يرفعهم عليك دهر
لأهل الفضل قد خانا


فسابُّ الدهر دائر
بين أمرين لا بد له من أحدهما : إما مسبة الله ، أو الشرك به ، فإن اعتقد أن
الدَّهر فاعل مع الله فهو مشرك ، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك ، فهو يسب
الله تعالى .


ثم إن في النهي عن
سب الدهر دعوة إلى اشتغال الإنسان بما يفيد ويجدي ، والاهتمام بالأمور العملية ،
فما الذي سيستفيده الإنسان ويجنيه إذا ظل يلعن الدهر ويسبه صباح مساء ، هل سيغير
ذلك من حاله ؟ هل سيرفع الألم والمعاناة التي يجدها ؟ هل سيحصل ما كان يطمح إليه ؟
، إن ذلك لن يغير من الواقع شيئاً ، ولا بد أن يبدأ التغيير من النفس وأن نشتغل
بالعمل المثمر بدل أن نلقي التبعة واللوم على الدهر والزمان الذي لا يملك من أمره
شيئاً .


نعيب زماننا والعيب
فينا وما لزماننا عيب سوانا


وقد نهجوا الزمان بغير جرم ولو نطق
الزمان بنا هجانا


هل الدهر من أسماء الله ؟


والدَّهر ليس من
أسماء الله ، وذلك لأن أسماءه سبحانه كلها حسنى ، أي بالغة في الحسن أكمله ، فلابد
أن تشتمل على وصف ومعنى هو أحسن ما يكون من الأوصاف والمعاني في دلالة هذه الكلمة ،
ولهذا لا يوجد في أسماء الله تعالى اسمٌ جامدٌ لا يدل على معنى ، والدَّهرُ اسم
جامد لا يحمل معنى سوى أنه اسم للوقت والزمن .


ثم إن سياق الحديث
أيضاً يأبى أن يكون الدَّهر من أسماء الله لأنه قال : ( وأنا
الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )
، والليل والنهار هما الدهر ، فكيف
يمكن أن يكون المقلَّب بفتح اللام هو المقلِّب بكسر اللام ؟! ولذلك يمتنع أن يكون
الدَّهر اسماً لله جل وعلا .


الأذى والضرر


وقد ذكر الحديث أن
في سب الدهر أذية لله جل وعلا ، ولا يلزم من الأذية الضرر ، فقد يتأذى الإنسان
بسماع القبيح أو مشاهدته أو الرائحة الكريهة مثلاً ، ولكنه لا يتضرر بذلك ، ولله
المثل الأعلى ، ولهذا أثبت الله الأذية في القرآن فقال تعالى : {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في
الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا
}(الأحزاب 57)
، ونفى عن
نفسه أن يضره شيء فقال تعالى : {إنهم لن
يضروا الله شيئا }( آل عمران 176) ،
وقال في الحديث القدسي : ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني
)
رواه مسلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhekma.hooxs.com
 
حديث قدسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سامي عون - المكتب الفني - مديرية الشباب و الرياضة بكفر الشيخ :: المنتدي الديني :: الحديث الشريف (السنه النبويه المطهره)-
انتقل الى: